الكسل والتسويف: أسبابهما وطرق التغلب عليهما
كثيرًا ما نجد أنفسنا نرغب في إنجاز أمور عديدة ولكننا لا نفعل شيئًا. قد يكون لديك طموح لتعلّم لغة جديدة، أو لبدء مشروع خاص، أو لإنهاء كتاب بدأته منذ زمن، ولكن في كل مرة تؤجل الأمر. إذا كنت تعاني من هذه المشكلة، فأنت لست وحدك. الكسل والتسويف مشكلتان شائعتان بين الناس، لكن الخبر الجيد هو أنه يمكن التغلب عليهما.
الأسباب الرئيسية للكسل والتسويف
هناك أسباب عدة تجعل الإنسان يقع في فخ التسويف، ومن أبرزها:
1- ميل العقل إلى الحلول الأسهل
العقل البشري بطبيعته يفضل الطريق الأسهل والأقل جهدًا. فمن السهل مشاهدة فيلم بدلاً من قراءة كتاب، ومن السهل قضاء الوقت مع الأصدقاء بدلاً من العمل على مشروع مهم. هذه هي طبيعة العقل، إذ يسعى دائمًا إلى تجنب الألم والبحث عن المتعة.
لكن في الواقع، لا مفر من تحمل أحد نوعين من الألم: إما ألم الندم بعد فترة لأنك لم تفعل ما كان يجب عليك فعله، أو ألم الانضباط بالالتزام بمهامك وتحقيق أهدافك.
الحل: اختر ألم الانضباط، فهو مؤقت، ولكن نتائجه تدوم.
2- المثالية المفرطة
الاعتقاد بأنه يجب إنجاز الأمور بأفضل شكل ممكن يعيق الإنتاجية. فالكثير من الناس يؤجلون تنفيذ أفكارهم بحجة أنهم يريدون تنفيذها بإتقان تام. على سبيل المثال، قد ترغب في بدء قناة على يوتيوب ولكنك تنتظر شراء معدات تصوير احترافية أو تعلم المونتاج بشكل متقن.
الحل: ابدأ بما تملك وطوّر نفسك تدريجيًا. لا تنتظر أن تكون الظروف مثالية، لأن ذلك لن يحدث أبدًا.
3-انتظار الحالة المزاجية والظروف المثالية
أحد أكبر الأخطاء التي يقع فيها الناس هو ربط الإنتاجية بالحالة المزاجية أو الظروف المحيطة. يعتقد البعض أنهم سيبدأون العمل عندما يكون لديهم وقت فراغ أو عندما يتحسن مزاجهم، لكن الحقيقة أن الظروف نادرًا ما تكون مثالية.
الحل: ابدأ اليوم وليس غدًا. الظروف لا تتحسن من تلقاء نفسها، بل يجب عليك التكيف معها والعمل ضمنها.
4- عدم معرفة كيفية البدء
في بعض الأحيان يكون السبب الرئيسي للتسويف هو عدم وضوح الخطوات الأولى. قد ترغب في تنفيذ مشروع جديد ولكنك لا تعرف كيف تبدأ.
الحل: قم بتقسيم المهام إلى خطوات صغيرة وبسيطة، ثم ابدأ بتنفيذها واحدة تلو الأخرى.
5- صعوبة المهمة
عندما يبدو العمل المطلوب كبيرًا أو معقدًا، فإن العقل يحاول إيجاد أعذار لتجنبه. في هذه الحالة، يبدأ الشخص بإقناع نفسه بأن المشكلة ليست في تأجيله، بل في الظروف التي تمنعه من الإنجاز.
الحل:
- ابدأ بشيء بسيط.
- أخبر نفسك أنك ستعمل على المهمة لخمس دقائق فقط، وغالبًا ستجد نفسك مستمرًا في العمل بعدها.
6- غياب الهدف الواضح
إذا لم يكن لديك سبب مقنع للقيام بمهمة ما، فمن الصعب أن تجد الحافز لإنجازها. على سبيل المثال، مجرد الرغبة في تعلم اللغة الإنجليزية بدون هدف محدد لن يكون كافيًا لدفعك إلى التعلم.
الحل: ضع لنفسك هدفًا واضحًا ومحددًا. على سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى اللغة الإنجليزية للحصول على وظيفة معينة، اجعل ذلك دافعًا قويًا لك.
7- الخوف من الفشل
الخوف من الفشل يمنع الكثيرين من البدء. هناك اعتقاد خاطئ بأن النجاح يجب أن يكون من المحاولة الأولى، لكن الحقيقة أن الفشل جزء من النجاح.
الحل: تقبل الفشل كخطوة ضرورية في طريق النجاح، وتعلم من الأخطاء بدلاً من الخوف منها.
8- غياب الشغف
عندما يكون العمل الذي تقوم به غير ممتع بالنسبة لك، فمن الصعب أن تجد الحافز للاستمرار. البعض يعتقد أن عليهم أن يحبوا كل شيء يقومون به، ولكن هذا غير واقعي.
الحل: إذا كنت تعمل في مجال معين، فابحث عن الجوانب التي تستمتع بها فيه، أو حاول ربطه بهدف أسمى يحفزك.
كيف تتغلب على الكسل والتسويف؟
بعد معرفة الأسباب، إليك بعض الخطوات العملية التي ستساعدك على تجاوز الكسل والتسويف:
- استخدم تقنية “قاعدة الدقيقتين“
- إذا كانت لديك مهمة صعبة، فابدأ بالعمل عليها لمدة دقيقتين فقط. ستجد أن البدء هو أصعب جزء، وبمجرد أن تبدأ، يصبح الاستمرار أسهل.
- حدد أولوياتك
- اكتب قائمة بالأشياء التي يجب عليك إنجازها، ورتبها حسب الأهمية.
- تجنب المشتتات
- قلل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء العمل، وأبعد أي شيء قد يشتت انتباهك.
- كافئ نفسك
- بعد إنجاز مهمة صعبة، كافئ نفسك بشيء تحبه، مثل مشاهدة فيلم أو تناول وجبة مفضلة.
- ابحث عن شريك للمساءلة
- أخبر أحد أصدقائك عن هدفك، واطلب منه أن يحاسبك على التقدم الذي تحرزه.
- مارس التمارين الرياضية
- الرياضة تحسن المزاج وتزيد من مستويات الطاقة، مما يساعدك على التغلب على الكسل.
- ابدأ بالخطوات الصغيرة
- لا تحاول تنفيذ المهمة بأكملها دفعة واحدة. قسمها إلى أجزاء صغيرة.
- ضع جدولاً زمنيًا صارمًا
- حدد موعدًا نهائيًا لكل مهمة، والتزم به.
القرار بيدك
في النهاية، لديك خياران: إما أن تستمر في تأجيل الأمور وتعاني من ألم الندم لاحقًا، أو أن تتخذ الخطوات اللازمة اليوم وتتحمل ألم الانضباط المؤقت. القرار لك، ولكن تذكر أن النجاح لا يأتي من الانتظار، بل من الفعل.
رابط اشتراك الاسكول مباشرة استفيد بالعرض
https://ahmedmamdoh.com/creaitor-school/
مدرسة صنعاع المحتوى والبيزنس
اشترك في قناة التيليجرام عليها محتوى مفيد جدا غير موجود في اليوتيوب
جروب التيليجرام
https://t.me/+UlpL898TXB8Xc1c8
كل أدواتي التي أستخدمها في صناعة المحتوى